مرشحة تضع ملصق حملتها الانتخابية قبل الانتخابات الإقليمية، في السليمانية، أمس الأول. (رويترز)
مرشحة تضع ملصق حملتها الانتخابية قبل الانتخابات الإقليمية، في السليمانية، أمس الأول. (رويترز)
-A +A
رياض منصور (بغداد) okaz_policy@
يشبّه سياسي عراقي مخضرم، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يقود تحالف «سائرون» الذي حصد أعلى المقاعد البرلمانية، بلاعب سيرك معصوب العينين يسير ببطء على حبل مشدود أمام خليط من المشاهدين غالبيتهم، ولأسبابهم الخاصة، يتمنون سقوطه وتحطمه قبل إنجاز العبور.

فالرجل بحسب السياسي العراقي المخضرم، بات في سباق مع الزمن لتوسيع هوامش مناوراته السياسية استعدادا للأسوأ، بسبب تداعيات تعثر رهانه الإستراتيجي الأول في إمكانية تشكيل تحالفه للحكومة القادمة بعد أن تدخلت إيران وبعثرت أوراق الرجل.


الأوراق التي بعثرتها إيران للصدر كثيرة؛ إذ نجح حلفاء طهران (نوري المالكي وهادي العامري) في استمالة بعض أعضاء تحالف «سائرون»، علاوة على ما فعلته من أحداث ضربات في البصرة أضعفت من تحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي مع الصدر.

في ظل هذه التداعيات يسعى الصدر لإعادة ترتيب أوراقه من جديد، فيما تضغط إيران عسكريا من خلال ضربات صاروخية للأراضي العراقية لمنع انفراد الصدر وتحالفه بالسلطة، فيما بات يفكر رئيس الوزراء بترك حزب الدعوة رسميا، لأنه بات اللاعب الأساسي الذي يعمل ضده في الوقت الذي تريد طهران الإبقاء على الحكم بيد هذا الحزب، بعيدا عن العبادي.

ويسيطر حزب الدعوة على مقاليد الحكم في العراق منذ أول انتخابات أجريت في 30 يناير 2005، إذ أفرزت تولي إبراهيم الجعفري، وهو قيادي في الدعوة، الحكم لمدة عام، قبل أن يسلم السلطة إلى الأمين العام للحزب، نوري المالكي، الذي حكم العراق ثمانية أعوام (2006-2014)، ثم تسلم حيدر العبادي رئاسة الوزراء في عام 2014، وهو أيضاً من قيادات الدعوة.

السياسي العراقي المخضرم يرى أن تعثر المخطط الإيراني في إنجاز الكتلة الأكبر لا يعني فشله، فطهران ومن يتحالف معها انتقلوا إلى الخطة الثانية للسيطرة على مقاليد الحكم في العراق، وهي خطة لا تخلو من «الدموية» أكدتها أحداث البصرة والقصف الصاروخي للأراضي العراقية.

مسلسل التصعيد الإيراني يتواصل فقد أعلن رئيس أركان الجيش الإيراني، محمد حسين باقري، أن العراق يجب أن يسلم لإيران المطلوبين الأكراد المسؤولين عن القيام بهجمات على حراس الحدود الإيرانيين، مهددا بتنفيذ ضربة صاروخية جديدة وذلك في إطار الضغط على الأكراد للانضمام للكتلة الموالية لطهران في البرلمان.

ويرى السياسي العراقي المخضرم أن الأوضاع في العراق مرشحة للتصعيد على أكثر من صعيد، سياسيا وعسكريا وأمنيا دون أن ينسى الإشارة إلى أن المالكي عاد للعبته القديمة في شراء الذمم من خلال المال السياسي، الذي بدأ الحديث عنه همسا في أروقة السياسة العراقية، متزامنا مع الضرب الإيراني تحت الحزام لإبقاء العراق في بيت الطاعة.